البحث عن خليفة بولت في مونديال الدوحة 2019
يبدأ البحث عن خليفة العداء الجامايكي أوساين بولت المعتزل قبل عامين، خلال بطولة العالم لألعاب القوى التي تستضيفها الدوحة اعتباراً من الجمعة وحتى 6 تشرين الأول/أكتوبر، وهي الأولى في منطقة الشرق الأوسط.
ويخوض نحو ألفي رياضي من مختلف دول العالم غمار التنافس على مدى عشرة أيام في ستاد خليفة الدولي، أحد الملاعب المعدة لاستضافة مونديال كرة القدم 2022 في قطر، والمجهّز بنظام تبريد متطوّر.
وتشكّل البطولة اختبارا للمنظمين القطريين استعدادا لنهائيات كأس العالم في كرة القدم بعد ثلاثة أعوام، وفرصة لتبيان المنافسين المحتملين قبل أقل من عام على استضافة طوكيو دورة الألعاب الأولمبيّة صيف عام 2020.
وكما في كلّ بطولة عالميّة لـ “أم الألعاب”، ستّتجه الأنظار إلى المضمار لاسيما نحو سباقات السرعة التي فرض فيها بولت نفسه نجمها المطلق في الأعوام الماضية قبل اعتزاله مصاباً في نسخة لندن عام 2017.
وأحرز الجامايكي خلال مسيرته 11 ميدالية ذهبيّة وفضيتين وبرونزيّة واحدة في بطولات العالم بين 2007 و2015، ولا يزال يحمل الرقم القياسي لسباقي 100 م (9.58 ثوان) و200 م (19.19 ثانية).
وسيترك غياب “الإعصار” بولت فراغا في ألعاب القوى، إذ أنه أضاف إلى موهبته وسرعته، شخصيّة محبّبة و”كاريزما” جعلتا مشجّعي ألعاب القوى يتهافتون لرؤيته ينافس على المضمار، دون أن يخيب أملهم في بطولات العالم والدورات الأولمبيّة على مدى أكثر من عقد من الزمن.
ويبرز بين المرشّحين لخلافة بولت، الأميركيان كريستيان كولمان (100 م) ونوا لايلز (200 م)، والنروجي كارستن وارهولم (400 م حواجز) أو حتى السويدي آرمان دوبلانتيس (القفز بالزانة).
وكان كولمان أحرز فضيّة السباق الأخير الذي شارك فيه بولت وانسحب في منتصفه في لندن قبل عامين، خلف مواطنه المخضرم جاستين غاتلين.
وعن إمكانية سدّ الفراغ الذي تركه بولت علق كولمان بالقول “لا أريد أن أكون أوساين بولت الجديد، بل النسخة الأفضل لكريستيان كولمان”، علماً بأن ابن الـ23 عاماً يدخل البطولة وسط شكوك حول أدائه على صعيد المنشطات، وبُرِّئ مطلع الشهر الحالي من تهمة خرق قوانينها.
أما لايلز ففضل التركيز على سباق 200 م في بطولة الدوحة، على أن يسعى للفوز في سباقي 100 م و200 م في أولمبياد طوكيو.
وتعد بطولة العالم لألعاب القوى الثالثة من حيث الأهمية عالمياً بعد الألعاب الأولمبية وكأس العالم لكرة القدم. وأعلن الاتحاد الدولي للعبة على موقعه الرسمي مشاركة 1972 رياضيّاً ورياضيّة في النسخة الحالية (1054 من الرجال و918 من السيدات)، منهم 37 من أبطال النسخة الأخيرة في لندن قبل سنتين سيدافعون عن ألقابهم في العاصمة القطرية.
وتعتبر البطولة اختباراً حقيقياً لدورة الألعاب الأولمبية المقبلة في طوكيو، ليس فقط من خلال التعرف على جيل جديد من الأبطال بل أيضاً اختبار إقامة السباقات وسط حرارة مرتفعة (معدل 37 درجة مئوية خلال النهار) ورطوبة عالية ما دفع بالمنظمين إلى اقامة السباقات الطويلة كالماراتون وسباقات المشي (20 كلم و50 كلم) في ساعات متأخرة.
وأكّد دحلان الحمد المدير العام للجنة المنظّمة للبطولة ورئيس الاتحاد الآسيوي لألعاب القوى أن بلاده مستعدة للحدث الكبير، مؤكّداً أن قطر “جاهزة مئة في المئة للبطولة ونتطلع قدماً لانطلاقتها”.
ونوّه رئيس الاتحاد الدولي البريطاني سيباستيان كو الذي أعيد انتخابه الأربعاء لولاية ثانية من أربعة أعوام، بتقنية التبريد في ستاد خليفة الدولي الذي يستضيف منافسات بطولة أم الألعاب.
وقد تشهد بطولة الدوحة تحطيم بعض الأرقام القياسية الصامدة منذ أعوام، ومن أبرزها سباق 400 م حواجز حيث يتنافس ثلاثة عدائين يحملون ثاني وثالث أفضل توقيت على مر الأزمنة، وهما النروجي كارستن وارهولم (46.92 ثانية) والقطري عبد الرحمن صمبا والأميركي راي بنجامين (كلاهما 46.98 ث)، علماً بأن الرقم القياسي يعود لمواطن الأخير كيفن يانغ (46,78 ثانية في أولمبياد برشلونة 1992).
كما اقتربت الروسية ماريا لاسيتسكيني التي ستشارك تحت علم محايد نظراً لاستمرار إيقاف روسيا على خلفية فضيحة المنشطات، من الرقم القياسي في الوثب العالي للبلغارية ستيفكا كوستادينوفا (2.09 م)، بعدما سجلت 2.06 م.
وفي الوثبة الثلاثيّة للرجال، يبدو رقم البريطاني جوناثان إدواردز (18.29 متراً) الصامد منذ 1995 مهدداً من الأميركيين ويل كلاي وكريستيان تايلور.
ويشهد اليوم الأول من المنافسات الجمعة إقامة نهائي واحد هو سباق الماراتون للسيدات الذي سيكون مسرحه كورنيش الدوحة تحت الأضواء الكاشفة، حيث حدد انطلاق السباق عند الساعة 23.59 بالتوقيت المحلي، وهي المرة الأولى التي يقام فيها أحد السباقات أو المسابقات في هذا الوقت المتأخر في تاريخ هذه الألعاب.
المصدر: وكالات