نهائي أفريقيا.. الأهلي يستضيف حامل اللقب
بعد مرور 370 يوماً على مواجهتهما الأخيرة، حينما التقيا بنهائي النسخة الماضية لبطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، يتجدّد الموعد مرة أخرى بين الأهلي المصري وضيفه الوداد البيضاوي المغربي الأحد، في ذهاب الدور ذاته بالمسابقة القارية.
ويعود نهائي دوري الأبطال إلى نظام مباراتي الذهاب والإياب لأول مرة منذ عام 2019، بعدما أقيم في السنوات الثلاث الأخيرة من مواجهة واحدة، علماً بأنه النهائي العربي السادس خلال النسخ السبع الأخيرة للبطولة.
وسبق للأهلي أن التقى بالوداد (حامل اللقب) في نهائي المسابقة الأهم والأقوى على مستوى الأندية في القارة السمراء عامي 2017 و2022، لتصبح هذه هي المرة الثالثة التي يلتقي خلالها الفريقان بهذا الدور.
وأصبح نهائي الأهلي والوداد هو الأول الذي يتكرّر في نسختين متتاليتين منذ بدء النظام الجديد لدوري الأبطال عام 1997، والثاني في تاريخ البطولة العريقة.
ومنذ انطلاق النسخة الأولى من دوري الأبطال عام 1964، والذي جرى تحت مسمى كأس الأندية الأفريقية أبطال الدوري، لم يسبق أن التقى فريقان في النهائي بنسختين متتاليتين سوى عامي 1982 و1983 عندما لعب الأهلي ضد أشانتي كوتوكو الغاني في المناسبتين.
وحسم الفريق المصري اللقب الأول لمصلحته بفوزه 4-1 على نظيره الغاني في مجموع مباراتي الذهاب والعودة، ليتوّج بالمسابقة لأول مرة في تاريخه آنذاك، قبل أن يرد أبناء قبيلة الأشانتي الدين سريعاً في العام التالي ويحصدوا اللقب الآخر عقب فوزهم 1-0 في إجمالي اللقاءين.
النهائي الـ16
ويستعد الأهلي لتسجيل ظهوره الـ16 في نهائي دوري الأبطال، معززاً رقمه القياسي كأكثر الفرق تأهلاً لهذا الدور في تاريخ البطولة، بينما يشارك الوداد في النهائي للمرة السادسة.
ويأمل الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 10 ألقاب، في تحقيق نتيجة إيجابية خلال لقاء الذهاب، الذي يُقام على ملعبه وأمام جماهيره المتعطشة لاستعادة اللقب الذي غاب عن خزائنه في العام الماضي.
الأهلي في أفضل حالاته
ويبدو الأهلي في أفضل حالاته الفنية في الوقت الحالي، فرغم خسارته المدوية 2-5 أمام مضيفه ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي في دور المجموعات، إلا أن “المارد الأحمر” نهض من تلك الكبوة سريعاً وكشر عن أنيابه، ليصعد للنهائي الرابع على التوالي، مكرراً إنجازه الذي حقّقه في عصره الذهبي تحت قيادة مدربه البرتغالي الأسبق مانويل جوزيه، عندما داوم على الظهور في نهائي البطولة ما بين عامي 2005 و2008.
ومنذ هزيمته أمام صن داونز في مارس (آذار) الماضي، خاض الأهلي 14 مباراة في مختلف المسابقات المحلية والقارية، حقق خلالها 13 انتصاراً مقابل تعادل وحيد، وأحرز لاعبوه 29 هدفاً وتلقى هدفاً وحيداً فقط، كما توج في تلك السلسلة بلقبي كأس مصر وكأس السوبر المصري، بالإضافة لصعوده لنهائي دوري الأبطال للمرة السادسة خلال النسخ السبع الأخيرة للمسابقة.
الشناوي يسابق الوقت
وتبدو جميع الأوراق الرابحة لدى فريق المدرب مارسيل كولر جاهزة تماماً للمواجهة المرتقبة، بعد تعافي لاعب الوسط حمدي فتحي من الإصابة، التي أبعدته عن مباراتي الفريق الأخيرتين بالدوري المصري أمام طلائع الجيش وسيراميكا كليوباترا، غير أن الفريق سيفتقد خدمات قائده وحارس مرماه محمد الشناوي غداً الأحد، بعدما فضل المدير الفني السويسري عدم المخاطرة به رغم شفائه من الإصابة بتمزق في عضلة السمانة، وفقاً لتقارير إخبارية.
ويفاضل الجهاز الفني بالأهلي بين علي لطفي ومصطفى شوبير للدفع بأحدهما لحراسة عرين الفريق في المباراة التي تجرى بملعب القاهرة الدولي بحضور 50 ألف متفرج.
وخلال اللقاءات الستة التي خاضها الأهلي على ملعبه بالنسخة الحالية لدوري الأبطال، والتي بدأت بدور الـ32، حقق الفريق الأحمر 5 انتصارات وتعادل في لقاء وحيد، وهو ما يمنح كثيراً من الثقة بين محبيه في إمكانية خروجه من اللقاء بنتيجة إيجابية.
ورغم ذلك، لا يملك الأهلي، الذي يتصدر ترتيب الدوري المصري حالياً بفارق نقطة أمام أقرب ملاحقيه بيراميدز مع امتلاكه 5 لقاءات مؤجلة، سجلاً جيداً أمام الوداد في لقاءات الفريقين الخمسة السابقة التي جرت بمصر، حيث حقق فوزين فقط مقابل 3 تعادلات.
وسيكون الوداد هو الفريق المغربي الثاني، الذي يلتقي مع الأهلي بتلك النسخة في دوري الأبطال، وذلك بعد منافسه التقليدي الرجاء البيضاوي، الذي ودع المسابقة من دور الثمانية، عقب خسارته أمام نادي القرن في أفريقيا 0-2 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة.
طفرة فاندنبروك
ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة للوداد، الذي توّج باللقب أعوام 1992 و2017 و2022، حيث تبدو أموره متشابهة مع الأهلي إلى حد كبير، بعد الطفرة التي شهدها أداء الفريق تحت قيادة مديره الفني البلجيكي سفين فاندنبروك.
وتولى فاندنبروك قيادة الوداد عقب إقالة المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو مطلع الشهر الماضي، ليعيد للفريق بريقه من جديد، حيث قاده للصعود للنهائي للمرة الرابعة في النسخ السبع الأخيرة لدوري الأبطال، عقب اجتيازه عقبة صن داونز، المرشح الأول للتتويج بالبطولة هذا الموسم في الدور قبل النهائي.
ورغم تعادل الوداد دون أهداف مع صن داونز في لقاء الذهاب بالدار البيضاء، لكن الفريق المغربي كشف عن وجهه الحقيقي في مباراة الإياب التي أقيمت بمدينة بريتوريا الجنوب أفريقية، بعدما تعادل 2-2 مع الفريق الملقب بـ(البرازيليين)، ليحجز ورقة الترشح للنهائي مستفيداً من تفوقه بفارق الأهداف المسجلة خارج الأرض، والتي يتم الاحتكام إليها حال تعادل أي فريقين في مجموع مباراتي الذهاب والعودة وفقاً للائحة البطولة.
كما قاد المدرب البلجيكي الوداد للصعود للدور قبل النهائي ببطولة كأس العرش المغربي بفوزه 2-1 على الدفاع الحسني الحديدي، قبل أن يتغلب 2-0 على المغرب التطواني الإثنين الماضي، في آخر لقاءات الفريق ببطولة دوري المحترفين المغربي، التي يتواجد الفريق الملقب بـ”وداد الأمة” في المركز الثاني بها، بفارق نقطة خلف الجيش الملكي (المتصدر).
إصابات الوداد
وستكون جميع العناصر الأساسية للوداد جاهزة تماما للمباراة، باستثناء الظهير الأيمن الجزائري حسين بن عيادة، الذي تخلف عن بعثة الفريق للقاهرة، بسبب استمرار معاناته من الإصابة التي تسببت في غيابه عن الملاعب فترة ليست بالقصيرة.
ومع استمرار إصابة الحارس المخضرم أحمد رضا التكناوتي، سيتولى الحارس الثاني يوسف المطيع حراسة مرمى الوداد في المباراة، بعدما اغتنم الفرصة التي سنحت له على أفضل وجه.
ومنذ إصابة التكناوتي بتمزق في غضروف الركبة في مارس (آذار) الماضي، كان المطيع عند حسن الظن به، بعدما لعب دوراً بارزاً في تأهل الوداد للنهائي، بعد تألقه في التصدي لركلات الترجيح التي لجأ إليها الفريق أمام سيمبا التنزاني في دور الثمانية، وكذلك عقب إنقاذاته الخرافية خاصة في لقاء الإياب أمام صن داونز في قبل النهائي.
ويبحث الوداد عن تحقيق فوزه الأول على الأهلي بالقاهرة أو على الأقل الخروج بنتيجة تسهل من مهمته في لقاء العودة بملعب محمد الخامس في مدينة الدار البيضاء يوم 11 يونيو (حزيران) الجاري.
وفي مبارياته الست التي لعبها خارج ملعبه خلال مشواره بالبطولة هذا الموسم، حقق الوداد فوزاً وحيداً، بينما تعادل في مباراتين وخسر في 3 لقاءات.
ويطمح الوداد للتتويج بلقبه الرابع في تاريخه بدوري الأبطال والثالث على حساب الأهلي في النهائي، بعدما سبق أن توج عن طريقه بلقبيه الأخيرين في المسابقة.
وتعادل الوداد 1-1 مع الأهلي ذهاباً بمصر، قبل أن يفوز عليه 1-0 إياباً بالمغرب في نهائي عام 2017، ثم واصل تفوقه على نظيره المصري بعدما فاز عليه 2-0 في نهائي العام الماضي، الذي جرى من لقاء واحد بالدار البيضاء في 30 مايو (أيار) 2022.
المصدر: وكالات