قصة كأس .. إستبعاد مارادونا والبرازيل تحرز لقبها الرابع (15/21)

كأس العالم محطة ثابتة كل أربع سنوات، شهر من كرة قدم يأسر قلوب مئات الملايين، سواء كانوا من الشغوفين باللعبة أم لا. بطولة كانت في نسخها الأولى مجرد تجمعات بسيطة رفض البعض المشاركة فيها، لينقلب المشهد بعدها، الدول تتسابق لإستضافة العرس الكروي، الذي تجاوز في  كثير من الأحيان طابعه الرياضي منه الى السياسة والإقتصاد. كثيرة هي الأحداث والمحطات التي مرت بها البطولة قبل أن تصل الينا بشكلها الحالي فأليكم  ” قصة كأس ” و (سجل الأبطال) للنسخ الـ 21 التي لُعبت حتى الآن.

شكلت إستضافة الولايات المتحدة الأميركية لكأس العالم حدثا بارزا بحد ذاته، خاصة وأن كرة القدم لا تعتبر اللعبة الشعبية الأولى في البلاد بل تأتي بعد كرة السلة وكرة القدم الأميركية التي تمت الإستفادة من ملاعبها الكبيرة لإستضافة الحدث ما ساعد في أن تحطم البطولة الأرقام القياسية لجهة الحضور الجماهيري على مر تاريخ البطولة.

النسخة الخامسة عشر التي أقيمت في الفترة من 17 يونيو إلى 17 يوليو من العام 1994، حصلت فيها الكثير من التعديلات على قانون اللعبة للمساهمة في تطويرها وتسريع إيقاع اللعب. فلم يعد يُسمح لحارس المرمى بإلتقاط الكرة إذا كانت مررت له من أحد زملائه في الفريق.  تعديل آخر تمثل برفع البطاقة الحمراء مباشرة للاعب الذي يرتكب خطأ على مهاجم المنافس وحارس المرمى فقط بينه وبين المرمى، أما التغيير الثالث فقد كان منح الفائز 3 نقاط بدلاً عن نقطتين.

52 مباراة جرت أحداثها في تسع مدن وعلى 9 ملاعب، سجّل فيها 141 هدفاً بمعدّل 2.71، وشهدت النسخة رقم قياسي جديد حقّقه الروسي أوليغ سالينكو الذي أصبح أول لاعب يسجّل خمسة أهداف في مباراة واحدة، وسجّل الكاميروني روجر ميلا رقمًا قياسيًا آخر، فأصبح أكبر لاعب سنًا (42 عامًا و 39 يومًا) يلعب في البطولة، لتضاف الى كثير من     الحقائق والأرقام الخاصة ببطولات كأس العالم.

أقيمت التصفيات بمشاركة 147 منتخبا تأهّل منها 22 الى النهائيات إضافة إلى الولايات المتحدة البلد المضيف وألمانيا حاملة اللقب. نجحت اليونان ونيجيريا والمملكة العربية السعودية في التأهل لأول مرة الى النهائيات التي خيضت بنفس نظام البطولة السابقة عام 1990.

في المجموعة الأولى، تأهّلت رومانيا وسويسرا والولايات المتحدة التي فجّرت المفاجأة الكبرى بفوزها على منتخب كولومبيا بفضل هدف عكسي للمدافع الكولومبي أندريس إسكوبار الذي دفع حياته ثمن خطأه بعد العودة إلى بلاده.

في المجموعة الثانية، تأهّل منتخبي البرازيل والسويد وتذيّل منتخب الكاميرون المجموعة، أما منتخب روسيا الذي شارك في أول كأس عالمية له بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، فقد احتل المرتبة الثالثة وخرج مبكراً.

خسرت الأرجنتين جهود نجمها الأول دييغو مارادونا الذي استبعد من البطولة لثبوت تعاطيه مادة بالإيفيدرين، وهي مادة غير مسموح بها تستخدم لفقدان الوزن، رغم غياب مارادونا تأهلت وصيفة نسخة 1990 كأحد أفضل الثوالث بفارق الأهداف خلف بلغاريا ونيجيريا التي تصدّرت المجموعة في حين كان منتخب اليونان ضيف شرف بخسارتها لكل المباريات.

دخلت المجموعة الخامسة التاريخ بتعادل كل فرقها إيطاليا، المكسيك، النرويج وإيرلندا في عدد النقاط وبالتحديد أربع نقاط لكل منهم، ليكون فارق الأهداف هو الفيصل في تحديد هوية المتأهلين فكانت النرويج هي الضحية.

في المجموعة السادسة، حقق المنتخب السعودي المفاجأة بتغلّبه على بلجيكيا بهدف تاريخي لنجمه سعيد العويران الذي اجتاز 6 من لاعبي بلجيكا في طريقه لتسجيل الهدف ليتأهّل المنتخب السعودي برفقة نظيريه الهولندي والبلجيكي من هذه المجموعة فيما ودّع المنتخب المغربي البطولة من الدور الأول. انتهى مشوار المنتخب السعودي عند دور الـ 16 بالخسارة أمام السويد بثلاث أهداف لهدف.

حقّقت رومانيا مفاجئة الدور الـ 16 عندما تمكّنت من إقصاء الأرجنتين والفوز عليها بثلاثة أهداف لهدفين، أما المواجهات الأخرى، فقد أسفرت عن تأهّل المانيا وإسبانيا وهولندا والبرازيل وإيطاليا والمكسيك.

وضمن منافسات الدور ربع النهائي، فازت إيطاليا على إسبانيا بهدفين لهدف، وفازت البرازيل على هولندا بثلاثة أهداف لهدفين، بدورها تمكّنت بلغاريا من العودة في اللقاء أمام ألمانيا والفوز بهدفين لهدف، وفي المباراة الرابعة، والتي جمعت رومانيا والسويد، حسمت السويد تأهّلها عبر ركلات الترجيح.

أنهى منتخب إيطاليا مغامرة بلغاريا بعد أن هزمها 2-1 في مباراة قد تكون الأفضل في تاريخ روبيرتو باجيو في كأس العالم بعد أن سجّل هدفي إيطاليا وقادها للنهائي. في المواجهة الثانية قاد روماريو المنتخب البرازيلي للنهائي بهدف وحيد سجّله في مرمى منتخب السويد.

أقيمت المباراة النهائية في ملعب روس بول وسط حضور قدّر بـ 94 ألف متفرّج، انتهى الوقت الأصلي والأشواط الإضافيّة بالتعادل السلبي، وتوجّهت المباراة إلى ركلات الترجيح فأهدر الإيطالي باجيو الركلة الأخيرة والحاسمة التي منحت البرازيل الكأس الرابعة في تاريخه.