قصة كأس .. بيكانباور يرفع الكأس الجديدة (10/21)

كأس العالم محطة ثابتة كل أربع سنوات، شهر من كرة قدم يأسر قلوب مئات الملايين، سواء كانوا من الشغوفين باللعبة أم لا. بطولة كانت في نسخها الأولى مجرد تجمعات بسيطة رفض البعض المشاركة فيها، لينقلب المشهد بعدها، الدول تتسابق لإستضافة العرس الكروي، الذي تجاوز في  كثير من الأحيان طابعه الرياضي منه الى السياسة والإقتصاد. كثيرة هي الأحداث والمحطات التي مرت بها البطولة قبل أن تصل الينا بشكلها الحالي فأليكم  ” قصة كأس ” و (سجل الأبطال) للنسخ الـ 21 التي لُعبت حتى الآن.

كان العالم في النسخة العاشرة من المونديال عام 1974 على موعد من ولادة شكل جديد للكأس الذي سيرفع في ختام البطولة. اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم الفنان الإيطالي سيلفيو غازانيغا لشرف تصميم الكأس الجديدة من الذهب الخالص، والذي أطلق عليه إسم (كأس الفيفا)، ومنعت أي دولة من الإحتفاظ بها بشكل دائم بعد امتلاك منتخب البرازيل لكأس جول ريميه عام 1970.

98 منتخب تنافسوا على 14 بطاقة مؤهّلة إلى الأدوار النهائيّة إضافة إلى ألمانيا الغربية الدولة المضيفة والبرازيل بطلة العالم. شهدت البطولة مشاركة أستراليا وألمانيا الشرقية وهايتي وزائير لأوّل مرة، وغياب إسبانيا وإنكلترا والبرتغال وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا والمكسيك بعد فشلها في عبور التصفيات. أقيمت مباريات البطولة الـ 38 على 9 ملاعب سجّل فيها 97 هدفاً، ما يعادل 2.55 هدف في المباراة. تم رفع خمس بطاقات حمراء و 83 بطاقة صفراء خلال البطولة.

ألغيت مباريات الربع نهائي والنصف نهائي في هذه النسخة، بعد أن وزعت المنتخبات الـ 16 على أربعة مجموعات ثم قسّمت المنتخبات المتأهّلة إلى مجموعتين تضم كل منها أربع منتخبات، فيتأهّل بطل كلّ مجموعة إلى المباراة النهائيّة بينما يلعب صاحبي المركز الثاني مباراة لتحديد صاحب المركز الثالث في البطولة.

شهد دور المجموعات تصدّر ألمانيا الشرقيّة للمجموعة الأولى على حساب جارتها الغربية. وبقيادة نجمها يوهان كرويف الذي قدّم للعالم ما عرف فيما بعد بالكرة الشاملة دخلت هولندا البطولة بهيبة كبيرة لتتصدّر مجموعتها والذهاب بعيدا في المنافسات. في الدور الثاني، ضمت المجموعة الأولى كلّ من هولندا والبرازيل وألمانيا الشرقية والأرجنتين، وضمت المجموعة الثانية ألمانيا الغربية وبولندا والسويد ويوغوسلافيا.

الفنان الإيطالي سيلفيو غازانيغا هون من صمم كأس العالم بشكلها الحالي عام 1974

فازت هولندا على كلّ منتخبات المجموعة الأولى بما فيها البرازيل التي حلّت ثانية، بدورها هيمنت ألمانيا الغربية على المجموعة الثانية، ولكنها عانت للفوز على بولندا التي حلّت في المركز الثاني. واجهت البرازيل بولندا في مباراةٍ شرفية على المركزين الثالث والرابع، وأبى المنتخب الأوروبي توديع المونديال إلا بذكرى كبيرة بالفوز بهدفٍ نظيف.

أقيم النهائي على الملعب الأولمبي بمدينة ميونخ عاصمة ألمانيا الغربية، أمام ما يقارب 75,200 ألف متفرج، حيث التقى المستضيف منتخب ألمانيا الغربية بنظيره الهولندي. افتتح الهولنديون التسجيل في الدقيقة الثانية، قبل أن يلمس أي لاعب ألماني الكرة، من ضربة جزاء نفّذها بنجاح يوهان نيسكينز، ثم عادل الألمان النتيجة من ضربة جزاء نفذها بول برايتنر، قبل أن يسجّل جيرد مولر هدف التقدّم في نهاية الشوط الأول، و ينتهي اللقاء بفوز منتخب ألمانيا الغربية بكأس العالم للمرة الثانية في تاريخهم، وليكون فرانس بيكانبور أول من يرفع الكأس الجديدة.