خمسة أمور على تشافي معالجتها في مهمّته مع برشلونة
بعدما حقّق حلمه بالعودة إلى عشقه برشلونة كمدرب بعد تألّقه في صفوفه كلاعب، سيكون على تشافي إيرنانديث معالجة خمسة أمور في النادي الكاتالوني من أجل إعادته إلى السكة الصحيحة.
وحسم برشلونة فجر السبت التعاقد مع لاعبه السابق للإشراف عليه لما تبقى من الموسم الحالي والموسمين القادمين خلفاً للهولندي المقال رونالد كومان، وذلك بعدما سبقه إلى ذلك السد القطري الجمعة بالإعلان عن توصله لاتفاق يقضي برحيل مدربه الإسباني إلى “كامب نو”.
وبحلوله بدلاً من لاعب سابق أيضاً في صفوف “بلاوغرانا” وهو كومان، بطل التتويج الأول لبرشلونة في دوري أبطال أوروبا عام 1992 على حساب سمبدوريا الإيطالي (1-صفر من ركلة حرة في الشوط الإضافي الثاني)، سيكون تشافي أمام مهمة شاقة من أجل إعادة الفريق إلى المكانة التي كان عليها حين قاده في خط الوسط للفوز بلقب الدوري المحلي ثماني مرات ودوري الأبطال أربع مرات قبل أن يرحل عنه في 2015 للدفاع عن ألوان السد.
ويعاني برشلونة من أزمة مالية خانقة بسبب الديون التي يعود جزء منها إلى الراتب الضخم للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الراحل عن النادي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي الصيف المنصرم لأن الأخير لم يعد قادراً على تحمل عبء راتبه.
ويحتلّ برشلونة حالياً المركز التاسع في الدوري الإسباني بعد فوزه في مباراتين فقط من مبارياته السبع الأخيرة.
وهناك خمسة أمور عاجلة يجب على تشافي معالجتها في برشلونة فور قيامه بمهام عمله الشاق.
تقليص الفجوة مع رباعي الطليعة
إن الوضع المالي الصعب الذي يعاني منه برشلونة يعني ببساطة أن ليس باستطاعة النادي تحمل تبعات عدم التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وتبلغ ديون النادي 1.35 مليار يورو (1.57 مليار دولار) وأي محاولة لإعادة البناء مالياً وعلى أرض الملعب ستعتمد على المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل.
ومن المؤكّد أن الوضع قابل للإنقاذ لأنه بإمكان برشلونة تعويض فارق النقاط التسع الذي يفصله عن ريال سوسييداد المتصدر مع مباراة مؤجلة في جعبة الكاتالونيين، لكن لا مجال للتراخي بالنظر إلى عدد الفرق التي تتصارع على الصدارة، بينها ريال مدريد الثاني الذي يتخلف بفارق نقطة عن المتصدر، وأتلتيكو مدريد حامل اللقب المتخلف بفارق ثلاث فقط، ولكلّ من الفريقين أيضاً مباراة مؤجلة.
التأهّل إلى ثمن نهائي دوري الأبطال
أنعش برشلونة حظوظه بالتأهل الى ثمن نهائي دوري الأبطال بفوزين توالياً على دينامو كييف الأوكراني، وذلك بعد خسارتين مذلتين بنتيجة واحدة صفر-3 أمام بايرن ميونيخ الألماني وبنفيكا البرتغالي.
لكن ما زال هناك عمل يتعين القيام به، إذ على برشلونة السفر الى ميونيخ لمواجهة بايرن في الجولة الأخيرة بعدما يستضيف بنفيكا في 23 الحالي.
من المؤكد أن الحصول على البطاقة الثانية المؤهلة إلى ثمن النهائي عن المجموعة الخامسة (حسم بايرن الأولى بعد فوزه بمبارياته الأربع حتى الآن)، بعد هذه البداية السيئة تحت قيادة كومان، سيمنح المدرب الجديد دفعة مبكرة من المصداقية بينما سيتجنب النادي خسارة مبلغ 9.6 مليون يورو الذي سيناله في حال بلوغه الدور الإقصائي الأول.
تحسين أسلوب اللعب
تركزت أبرز الانتقادات الموجهة إلى كومان على أسلوبه في اللعب، حيث افتقرت العديد من العروض إما إلى الإبداع أو الشعور الواضح بالخطة.
قد لا يملك برشلونة مواهب مماثلة للتي تمتع بها أيام تشافي، أندريس إنييستا وميسي، لكن لا يزال هناك مجال لتحسين الأداء الحالي.
إن الجمع بين تقاليد النادي المتمثلة في الاستحواذ على الكرة وأسلوب لعب حديث يعتمد الضغط المضاد، من شأنه أن يعيد الجماهير بالذاكرة إلى الأيام الجميلة ويعطي للاعبين الإيمان بأن الرؤية الطويلة الأمد كانت على الأقل في مكانها الصحيح.
الاعتماد على المواهب الشابة
من أبرز إنجازات كومان أنه روج لمجموعة موهوبة من الشباب، وسيكون التحدي الآن أن يستفيد تشافي إلى أقصى حد من إمكاناتهم.
يعتبر أنسو فاتي وبيدري من المواهب التي يمكن البناء عليها بالتأكيد للمستقبل، لكن أمثال الأوروغوياني رونالد أراوخو والأميركي سيرجينيو ديست وغافي ونيكو غونزاليس وأليكس بالدي أظهروا أيضاً الكثير من الموهبة ويحتاجون الى الرعاية الصحيحة.
وإذا تمكن من استثمار مواهبهم جنباً إلى جنب مع لاعبين أكثر خبرة مثل جيرار بيكيه وسيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا الذين يجب أيضاً إدارة مستقبلهم، يمكن لبرشلونة أن يملك مستقبلاً فريقاً مثيراً جداً.
طوي صفحة ميسي
تسبّب انتقال ميسي إلى باريس سان جيرمان في آب/أغسطس بفجوة هائلة في برشلونة، حيث كشف غيابه عن الشقوق التي غطاها الأرجنتيني لفترة طويلة.
لقد عانى برشلونة من أجل تسجيل الأهداف هذا الموسم في ظل عدم الثبات في أداء الهولندي ممفيس ديباي ومحدودية المساهمة الهجومية لمواطنه لوك دي يونغ، لكن كان هناك أيضاً نقص في الإيمان.
وطالب كومان باستمرار بتوقعات واقعية، لكن تقييمه المتشائم كان يقترب من الانهزامية في بعض الأحيان.
وبشكل عام يبدو أن اللاعبين يحتاجون إلى بعض الثقة لتدبير أمور الفريق بأقل كلفة ممكنة وقيادته إلى تحسين نتائجه ومعها أزمته المالية الخانقة.
المصدر: وكالات