لقاء رونالدو وبنزيمة يتجدد على وقع الذكريات الجميلة في ريال
يتجدّد لقاء المهاجمين الفرنسي كريم بنزيمة والبرتغالي كريستيانو رونالدو مع منتخب بلديهما الأربعاء في في يورو 2020، على وقع الذكريات الجميلة للاعبين خلال 9 أعوام أمضياها معاً بقميص ريال مدريد الاسباني.
ينصهر “سي آر7” وبنزيمة في خليط من الإيثار والاحترام المتبادل وهوس تسجيل الأهداف.
وصلا معاً إلى “البيت الأبيض” في عام 2009، حيث ترعرع المهاجم الفرنسي في ظل الفائز بالكرة الذهبية خمس مرات، ليلعب دور ممرر الكرات الحاسمة والمساهم الأوّل في سباق “الدون” إلى تحطيم الأرقام القياسية والفوز بالألقاب.
كتب مؤخراً مدرب ريال السابق بين عامي 2010 و2013 البرتغالي جوزيه مورينيو، في مقال نُشر في صحيفة “ذي صن” البريطانية “أفضل مديح بإمكاننا تقديمه لكريم بنزيمة، هو أن كريستيانو رونالدو كان يحبه في ريال مدريد”.
وأضاف الـ “سبيشل وان”: “كي يحب رونالدو مهاجماً آخر، هذا يعني أنه قام بالكثير من أجله، وهو يفعل الكثير لكل مهاجم يحيط به. كريم، هو ربما المهاجم الرقم 9 الوحيد الذي أعرفه وليس أنانياً في لعبه”.
“لاعب فريق”
وفي وقت سُلّطت الأضواء في معظم الأحيان على “سي آر7″، لم يقف زميله في الهجوم بنزيمة في الظل، كما يشير التصريح الذي أدلى به رونالدو نفسه في تشرين الأوّل/أكتوبر 2014 بعد خماسيّة ريال في مرمى أتلتيك بلباو، حيث سجّل البرتغالي ثلاثيّة والفرنسي ثنائيّة.
قال النجم البرتغالي “أنا سعيد لبنزيمة، هو أحد أفضل الهدافين في الليغا وفي العالم. تدخل الانتقادات التي تطاله في المسيرة اليومية للاعب محترف ويجب علينا أن نتعالى عن هذه الأشياء. هو في حال جيدة، هو لاعب فريق”.
دافع رونالدو مرة جديدة عن زميله بنزيمة بعدما توالت سقطاته، حيث قرر في شباط/فبراير 2018 أن يحميه ويضعه تحت جناحيه أمام ديبورتيفو ألافيس في مباراة الفوز برباعية نظيفة، بداية عبر الطلب من الجماهير تشجيع الفرنسي بعدما أشار إليه بأصبعه إثر تمريرة حاسمة من الأخير، ثم بعدما قرر عدم تسديد ركلة جزاء برغم إمكانية تحقيقه “هاتريك”، وتركها لبنزيمة من أجل إعادة الثقة المفقودة للفرنسي بعد صيام عن التهديف لعدة مباريات.
افترق الصديقان مع رحيل رونالدو في صيف 2018 إلى يوفنتوس الإيطالي، ومن ذلك الوقت تحوّل بنزيمة إلى مهاجم حاسم وأفضل هداف مدريدي، وليس فقط مجرد ممرر للكرات.
لا يستبعد بنزيمة إمكانية إعادة تشكيل هذا الثنائي وهذه الشراكة الفرنسية-البرتغالية في المستقبل، وقال بهذا الشأن رداً على سؤال في مؤتمر صحافي في آذار/مارس الماضي “كريستيانو، لا أعرف ما إذا كان سعيداً أم لا في يوفي. اللعب معه مجدداً؟ بالطبعّ لطالما تصرف رونالدو بشكل جيد معي”.
“كنت سعيداً إلى جانبه”
ولم يخفِ بنزيمة، قبل أيام من تصريحه حول شراكة مستقبلية مع رونالدو، واقع أنه يتألق أكثر على الصعيد الشخصي من دون عملاق كرة القدم إلى جانبه.
وقال في حديث أدلى به إلى مجلة “أيكون”: “كل ما أريد قوله، أن رحيل رونالدو سمح لي بأن ألعب دورا مختلفاً. كان (رونالدو) يسجل 50 أو 60 هدفاً في العام وتوجب التأقلم مع أسلوب لعبه. هو أحد أفضل (اللاعبين) في العالم وكنت سعيداً إلى جانبه”.
في أمسية الأربعاء المنتظرة في بودابست، كان من الممكن ألاّ تحصل هذه المواجهة بين الفرنسي الذي كان مبعداً عن صفوف “الديوك” لفترة 5 أعوام ونصف العام بسبب إجراءات مسلكية والذي لم يعرف طريق الشباك حتى الآن في البطولة القارية، والبرتغالي البالغ 36 عاماً، صاحب ثلاثة أهداف في “يورو 2020” رافعاً رصيده إلى 12 هدفاً في النهائيات، وهو رقم قياسي.
وكان رونالدو عبّر في المقطع الدعائي للفيلم الوثائقي “الـ كيه بنزيمة” في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، عن إحباطه لأن “كريم لم يكن جزءًا من منتخب فرنسا خلال يورو 2016. أتمنى أن يتمكن من الذهاب إلى كأس العالم (2018). إنها أمنيتي لأنه لاعب رائع وأحب رؤية اللاعبين الكبار في المسابقات الكبيرة”.
وبخلاف رغبات رونالدو، لم يكن بنزيمة ضمن التشكيلة “الزرق” المتوجة عالمياً في روسيا 2018، لكنه في “يورو 2020” يريد تعويض الوقت المهدور.
يحلم “سي آر7” الساعي لتحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف الدولية المسجل باسم الإيراني علي دائي (107 مقابل 109)، بالتسجيل في مرمى منتخب صديقه بعد 6 مباريات صام خلالها عن التهديف ضد “الديوك” .. فالأرقام تميل لصالح بنزيمة صاحب هدف يتيم أمام “سيليساو” رونالدو في تشرين الاوّل أكتوبر 2014 والفوز 2-1.
المصدر: وكالات