مولر يسعى لمواصلة تألّقه مع بايرن ولا يفكر في المانشافت
أقرّ توماس مولر أنه صدم بالهزيمة التي تعرّض لها المنتخب الألماني الأسبوع الماضي أمام إسبانيا بسداسية نظيفة في دوري الأمم الأوروبية، لكنه شدّد على أن تركيزه منصبّ على فريقه بايرن ميونيخ من أجل مساعدته في الدفاع عن لقبيه في الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، رغم المطالبة بعودته إلى منتخب بلاده.
وأثبت مولر بعمر الحادية والثلاثين أنه ما زال في قمّة عطائه بعدما ساهم في قيادة بايرن إلى لقبه الثامن توالياً في الدوري الألماني بتحقيقه رقما قياسيا من حيث التمريرات الحاسمة التي بلغت 21، مشكلاً بذلك الممول الرئيسي بالأهداف للمهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
وسيحاول الثنائي تقديم فصل جديد من الشراكة الرائعة بينهما، حين سيسعى بايرن الأربعاء لتحقيق فوزه الخامس عشر في دوري الأبطال من خلال تجديد الفوز على ضيفه ريد بول سالزبورغ النمساوي الذي خسر في الجولة الثالثة الماضية 2-6 على أرضه، ما سيضمن لرجال المدرب هانزي فليك بطاقة العبور الى ثمن النهائي قبل جولتين على نهاية دور المجموعات.
ومرّر مولر تمريرتين حاسمتين في المباراة الماضية ضد ريد بول، فيما افتتح ليفاندوفسكي سجله التهديفي في نسخة هذا الموسم بتسجيله ثنائيّة.
مطالبات بعودة مولر للمانشافت
وفي ظلّ المستوى الرائع الذي يقدّمه مولر، والأداء المتواضع الذي يقدّمه المنتخب الألماني وآخر فصوله الهزيمة التاريخية أمام إسبانيا الأسبوع الماضي، طالب المحلّلون وبعض اللاعبين بعودة نجم بايرن إلى تشكيلة “مانشافت” التي استبعده عنها المدرب يواكيم لوف بعد الخروج من الدور الأول لمونديال روسيا 2018.
وبوجود خمسة من زملائه في بايرن ضمن التشكيلة التي سقطت بعنف أمام إسبانيا في إشبيلية، أقرّ مولر بأن مشاهدة هذه الهزيمة كانت مؤلمة بالنسبة له، موضحا بعد التعادل السبت في الدوري أمام فيردر بريمن “بالطبع، أنت تعاني مع زملائك في النادي وزملائك في المنتخب الوطني مثلما تعاني الجماهير”.
وتابع “يتوق مشجّعو كرة القدم الألمانية إلى عودة الأمور لما كانت عليه مرة أخرى. في الوقت الحالي، هناك الكثير من السلبية المحيطة بالموضوع. (الاستبعاد عن المنتخب) هذا مؤلم، لكن تركيزي الأساسي منصب على النادي”.
في آذار/مارس 2019، اتخذ لوف القرار بإنهاء المسيرة الدولية لمولر وزميليه الحالي في بايرن جيروم بواتنغ والسابق ماتس هوميلس رغم الدور الذي لعبه هذا الثلاثي في قيادة ألمانيا إلى لقبها العالمي الرابع عام 2014 في البرازيل.
والآن، يقود المعتزل باستيان شفاينشتايغر الدعوات المطالبة بعودة زملائه السابقين إلى تشكيلة المنتخب قبل نهائيات كأس أوروبا 2020 التي أرجئت الى الصيف المقبل بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد.
وقال شفاينشتايغر “لاعبان من هذا النوع، مثل جيروم بواتنغ وتوماس مولر اللذين فازا بالثلاثية مع أفضل فريق في أوروبا (بايرن)، هما خيار أول ويتمتّعان بالجودة وهما لاعبان ألمانيان، لماذا ليسا في المنتخب الوطني؟”.
وأشار مولر إلى أن “أيا منا (هو وهوميلس وبواتنغ) لم يعلن اعتزاله (الدولي)، لكن بعد هزيمة كهذه صفر-6، يجب أن نتحدث عن أشياء أخرى”.
لاعب النادي الواحد
في الوقت الحالي، يترك مولر الحديث لأدائه بعدما حقّق ثماني تمريرات حاسمة وسجّل ستّة أهداف في 14 مباراة مع النادي البافاري.
إن استبعاد مولر عن تشكيلة ألمانيا يعتبر مكسبا بالنسبة لمدرب بايرن هانزي فليك الذي أشاد بلاعبه و”قدرته على قراءة المباراة بشكل جيد جدا من الناحية التكتيكية، وهو مهم للغاية على أرض الملعب، إنه الذراع اليمنى للمدرب”.
وتابع “إنه يقود الفريق ويلعب بمستوى عالٍ جداً. توماس لاعب سيفيد أي فريق”.
عندما حل فليك بدلاً من الكرواتي نيكو كوفاتش في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، كان سريعا في إعادة مولر الى التشكيلة الأساسية بعدما كان مهمشاً على مقاعد البدلاء.
شكل هذا القرار تحولاً رئيسياً في وضع بايرن وساهم في قيادته بعد ذلك لاكتساح جميع المنافسين في طريقه لرفع كأس دوري أبطال أوروبا واللقب الثامن على التوالي في الدوري الألماني.
أمضى مولر طيلة مسيرته الكروية في النادي البافاري، وهو أمر نادر في كرة القدم المعاصرة، وبات في وقت سابق من الشهر الحالي بعد الفوز على الغريم المحلي بوروسيا دورتموند 3-2، اللاعب الأكثر حصدا ًللانتصارات بقميص النادي البافاري على صعيد الدوري، محطماً الرقم القياسي الذي كان مسجلا باسم الحارس الأسطوري أوليفر كان (260).
بالنسبة لكان، فمولر “كان يصبغ شكل” بايرن “لأكثر من عشرة أعوام بكرة قدم رائعة” بحسب ما أفاد الحارس السابق والعضو الحالي في المجلس التنفيذي للنادي.
المصدر: وكالات