الدوري الأوروبي لم يعد جائزة ترضية بالنسبة لعمالقة أوروبا
قد لا يضاهي الدوري الأوروبي مسابقة دوري الأبطال من ناحية البريق، الاستقطاب والجوائز المالية الهائلة، لكن وجود مانشستر يونايتد الإنكليزي وإنتر ميلان الإيطالي في نصف النهائي يشكّل دليلا آخر على أن عمالقة أوروبا بدأوا يأخذون المسابقة على محمل الجد.
استفاد يونايتد وإشبيلية الإسباني اللذان يتواجهان الأحد في كولن في أوّل نصف نهائي للبطولة المصغرة بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة نتيجة تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد، سابقا من إحراز لقب “يوروبا ليغ” لضمان مشاركتهما في دوري الأبطال بحسب النظام الذي بدأ العمل به عام 2015.
لكن مع المواجهة الأخرى المقرّرة الإثنين بين إنتر ميلان وبطل أوكرانيا شاختار دانييتسك في دوسلدورف، سيكون الأطراف الأربعة لنصف النهائي ضامنين مشاركتهم في المسابقة القاريّة الأم الموسم المقبل عبر الدوري المحلي، ما يجعل المجد القاري والجوائز المالية الهدف الأساسي لجميع هذه الأندية.
بالنسبة للبرتغالي برونو فرنانديش الذي أحدث تغييراً كبيراً في مانشستر يونايتد بعد انتقاله اليه أوائل العام من سبورتينغ، فإنه “من المهم جداً الفوز لأن كل لاعب يحتاج الى فهم ما يعنيه الفوز بكأس لصالح مانشستر يونايتد” بحسب ما أفاد بعد قيادته “الشياطين الحمر” الى دور الأربعة بتسجيله ركلة الجزاء ضد كوبنهاغن الدنماركي بعد التمديد.
وتابع “أعتقد أنه إذا انهينا (البطولة) باللقب، فلن يكون ذلك مثالياً (بسبب عدم الفوز بالدوري المحلي) لكنه سيكون عاماً جيداً بالنسبة لنا لأن مانشستر يونايتد بحاجة إلى العودة مرة أخرى للفوز ببعض الألقاب والقتال من أجل البطولات الأوروبية”.
لم يتوّج يونايتد بأي لقب منذ رفعه كأس “يوروبا ليغ” للمرة الأولى في عام 2017، أي حين خلف على العرش منافسه المقبل إشبيلية، ملك المسابقة من دون منازع بألقابه الخمسة القياسية، لكن التتويج الأخير للفريق الإسباني على كافة الأصعدة يعود الى عام 2016 حين نال اللقب القاري للمرة الثالثة تواليا.
يدرك يونايتد ومدرّبه النرويجي أولي غونار سولسكاير أن المهمة لن تكون سهلة أمام الفريق الذي أخرج “الشياطين الحمر” من ثمن نهائي دوري الأبطال عام 2018 بالتعادل معهم ذهاباً في الأندلس من دون أهداف قبل الفوز عليهم إيابا في معقلهم 2-1.
إنتر يبحث عن تتويج طال انتظاره
وإذا كان التتويج الأخير ليونايتد على كافة الأصعدة يعود الى 2017، ولإشبيلية إلى عام 2016، فأن اللقب الأخير لإنتر يعود إلى عام 2011 حين نال الكأس الإيطاليّة في الموسم التالي لثلاثيّته التاريخيّة بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.
لكن “نيراتسوري” قطع خطوات عملاقة نحو سدّ الفجوة بينه وبين غريمه يوفنتوس في الموسم الأول له بقيادة المدرب السابق للأخير أنتونيو كونتي، وذلك بنيله وصافة الدوري المحلي بفارق نقطة فقط عن بطل المواسم التسعة الأخيرة.
وجود إنتر ويونايتد في نصف نهائي “يوروبا ليغ” يضفي أهمية على المسابقة بما أنهما بطلان سابقان لدوري الأبطال، في وقت يوجد بطل سابق واحد في دور الأربعة للبطولة الأولى المستكملة في لشبونة، بشخص بايرن ميونيخ الألماني.
حاول الاتحاد الأوروبي “ويفا” أن يعزّز اهتمام الأندية الكبرى بمسابقة “يوروبا ليغ” من خلال رفع قيمة الجوائز المالية في المواسم الأخيرة التي شهدت احتكاراً إسبانيًا-إنكليزيًا للقب في الأعوام الثمانية الماضية.
لكن لا يزال مبلغ الـ 560 مليون يورو (660 مليون دولار) الموزع على الأندية في “يوروبا ليغ”، ربع مبلغ المليارين المخصص لدوري أبطال أوروبا، إلا أنه يؤمن دفعاً مالياً هاما لاسيما في ظلّ الخسائر التي تسبب بها تفشي فيروس كورونا وحرمان الأندية من مداخيل التذاكر نتيجة إكمال الموسم خلف أبواب موصدة.
كان إشبيلية أكبر المستفيدين في السابق من استهتار الفرق الكبرى بمسابقة “يوروبا ليغ”، وقد توج بألقابه الأربعة الأولى على حساب فرق متواضعة إلى حدّ ما هي ميدلزبره الإنكليزي ومواطنه الكاتالوني إسبانيول وبنفيكا البرتغالي ودنبرو الأوكراني، قبل أن يحرز لقبه الخامس الأخير قبل أربعة أعوام على حساب ليفربول الإنكليزي.
كما استفاد شاختار دانييستك من هامشية البطولة بالنسبة للكبار، عندما أصبح ثاني فريق أوكراني فقط يفوز ببطولة أوروبية بتغلبه على فيردر بريمن الألماني في نهائي عام 2009.
كلاهما يشكلان مثالين على كيفية العمل بذكاء في سوق الانتقالات من أجل سد الفجوة الاقتصادية التي تفصلهما عن الأندية الكبرى، إذ أنهما نجحا في التواجد بالمربع الأخير للمسابقة على الرغم من بيعهما الكثير من لاعبيهما.
يخوض إشبيلية مباراة الأحد ضدّ يونايتد بتشكيلة تضم ثلاثة لاعبين فقط من الفريق الذي أخرج “الشياطين الحمر” من ثمن نهائي دوري الأبطال قبل عامين، كما من المرجح أن يخوض النادي الأندلسي الموسم المقبل من دون نجومه الحاليين الأرجنتيني لوكاس أوكامبوس، سيرخيو ريغيليون والبرازيلي دييغو كارلوس، المرشحين للسير على خطى لاعبين مثل الكرواتي إيفان راكيتيتش، البرازيلي داني ألفيش والفرنسي كليمان لانغليه الذين غادروا “رامون سانشيس بيسخوان” بعد تألقهم في صفوف النادي الأندلسي.
ويأمل هؤلاء أن يودعوا إشبيلية بأفضل طريقة ممكنة من خلال قيادته الى لقبه السادس في المسابقة التي “جلبتنا الكثير من السعادة” بحسب ما أفاد خيسوس نافاس الذي تمكن بفضل تألقه مع النادي الإندلسي من الانتقال الى مانشستر سيتي الإنكليزي عام 2013 قبل العودة اليه مجدداً.
ورأى نافاس أنه “نظراً إلى الأوقات الصعبة التي نمر بها جميعاً، فإن تمكنا من الفوز بيوروبا ليغ، سيكون رائعاً للجماهير وكل واحد منا”.
المصدر: وكالات