أليسون ولوريس أمام التحدّي الأهم في مدريد
عندما انضم حارس المرمى البرازيلي أليسون بيكر إلى ليفربول الإنكليزي في صيف العام الماضي، كان الفرنسي هوغو لوريس حارس توتنهام يحتفل بتتويج منتخب بلاده بلقب مونديال روسيا 2018.
الحارسان سيتواجهان السبت في نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، في أبرز مباراة لكلّ منهما في مسيرتهما على صعيد الأندية.
بينما كانت عدسات المصورين تلتقط صور بيكر، القادم من روما الإيطالي في صفقة جعلت منه (لفترة وجيزة) أغلى حارس مرمى في العالم، كان لوريس ما زال يعيش، وبعد خمسة أيام من الفوز على كرواتيا 4-2، لحظات المجد مع منتخب بلاده بعد رفع هو، بصفته قائد المنتخب، كأس العالم على ملعب لوجنيكي في موسكو.
تحدّث لوريس (32 عاما) عن “الفراغ” الذي شعر به بعد نهائي موسكو، وقال “أتذكّر أني احتجت إلى يوم للبقاء في السرير والتوقّف (الابتعاد عن كلّ شيء)”، وتابع “اضطررت للانقطاع عن العالم قليلاً”.
حمل لوريس لقبا غاليا يحلم به أيّ لاعب كرة قدم. في نهائي السبت على ملعب واندا متروبوليتانو في مدريد، سيكون أمام فرصة أن يضيف إليه لقبا هو الأغلى على صعيد مسابقات الأندية في العالم.
في المقابل، سيكون أليسون (26 عاما) الذي فرض نفسه كأحد أفضل حراس المرمى في العالم، أمام فرصة التتويج في موسمه الأول مع ليفربول، بالكأس ذاتها التي ضاعت من زملائه العام الماضي إثر الخسارة أمام ريال مدريد الإسباني بنتيجة 1-3، في مباراة ارتكب خلالها سلفه الألماني لوريس كاريوس خطأين فادحين… ومكلفين.
التعلّم… داخل الملعب وخارجه
بالنسبة لأليسون ولوريس لم يكن الطريق إلى النهائي مفروشا بالورود، وخاصة لقائد توتنهام الذي بدأ موسمه باتهام بقيادة سيارته تحت تأثير الكحول في آب/أغسطس الماضي، وحكم بتغريمه 50 ألف جنيه استرليني ومنعه من القيادة لفترة 20 شهرا.
بين صافرتي البداية والنهاية للمباراة الختاميّة لدوري الأبطال هذا الموسم، سيكون لوريس أمام تحدي تقديم أداء يساهم في منح فريقه لقبه الأول في دوري الأبطال، بعد 10 أشهر من فوزه بأغلى لقب مع المنتخب.
بعد الحكم الصادر بحقه مطلع الموسم، علق لوريس بالقول “تشكل الأخطاء عِبرة (…) لقد ارتكبت خطأ”.
لكن أخطاء لوريس هذا الموسم لم تقتصر على خارج الملعب، بل ارتكب بعضا منها بين الخشبات الثلاث على المستطيل الأخضر، كانت كفيلة بتهديد مركزه الأساسي في فريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو. لكنه استعاد توازنه سريعا، وساهمت تصدياته الحاسمة في إنهاء توتنهام الموسم المحليّ رابعا، ليضمن مركزا مؤهّلا لدوري الأبطال الموسم المقبل.
في أوروبا اختير مرارا رجل المباراة بفضل تألّقه أمام بوروسيا دورتموند الألماني في ثمن النهائي، وأمام مانشستر سيتي في ربع النهائي عندما صدّ ركلة جزاء للمهاجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو في مباراة الذهاب، ما كان سيمنح سيتي التعادل خارج أرضه وأفضليّة في مباراة الإياب التي خاضها مانشستر على أرضه، وفاز بها 4-3، لكنه فشل في التأهل بسبب أفضلية الأهداف المسجلة خارج القواعد لصالح توتنهام.
هذا الأسبوع، قال لوريس “خلال الموسم تمر دائما بفترات تفاوت (في المستوى)”، وتابع “عليك أن تحاول أن تكون مستعدا لكي تكون في أعلى مستوياتك في اللحظات الأهم”.
عندما تعاقد توتنهام مع لوريس عام 2012، طرحت علامات استفهام عن أسباب اختيار أحد الحراس الواعدين، الانضمام لفريق متواضع قاريا.
حينذاك قال مدربه في المنتخب الوطني ديدييه ديشان “لو قمت بالتعليق (على الانتقال)، لكان الصدى تردد على الجانب الآخر من (القناة)”، في إشارة إلى التسمية الإنكليزية لبحر المانش الفاصل بين بريطانيا وفرنسا.
وعلى مرّ الأعوام، كانت العلاقة الوثيقة التي ربطت بين لوريس وبوكيتينو منذ قدوم الأخير عام 2014، عاملا مساهما في بقاء الحارس الفرنسي.
أثنى الأرجنتيني على أداء حارسه في تشرين الأول/أكتوبر باعتباره من “أفضل الحراس في العالم”، مضيفا “إنه قائدنا ولا شكوك حوله”.
ويعتمد بوكيتينو سياسة دعم اللاعبين بدلا من بيعهم، ربما لأن الهامش الذي تمنحه له الإدارة في سوق الانتقالات ليس كبيرا بسبب قلة الموارد المالية في النادي ما يتركه أمام خيارات ضئيلة.
في المقابل تسمح القدرة الشرائيّة لليفربول بأن يكون أكثر إقداما في سوق الانتقالات، فهو أراد التعاقد مع أليسون قبل أشهر من نهائي كييف (2018) وأخطاء الحارس كاريوس، قبل أن يحقق مبتغاه بعد أسابيع من النهائي.
منح أليسون، إلى جانب الهولندي فيرجيل فان دايك، دفاع ليفربول سمة “الأفضل” في الدوري الانكليزي لموسم 2018-2019.
تألّق البرازيلي أمام نابولي وصده كرة أنقذت فريقه من خروج مبكر من دوري الأبطال، دفعا مدربه الألماني يورغن كلوب للقول في كانون الأول/ديسمبر “لو كنت أعلم أنه بهذه الجودة، لكنت دفعت (ثمنه) مضاعفا”.
لكن هذا الحارس وقع أيضا في المحظور والأخطاء، وذلك أمام ليستر سيتي في الدوري في أيلول/سبتمبر الماضي حين انتزع المهاجم الدولي النيجيري كيليشي إيهياناتشو الكرة منه ومررها الى زميله الجزائري رشيد غزال الذي سدد في المرمى الخالي، وأمام مانشستر يونايتد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ما شرع الباب أمام جيسي لينغارد للتسجيل.
على رغم ذلك، حافظ أليسون على ثقة مدربه والمشجعين، مدفوعا باقتناع راسخ بموهبته. وقال الأسبوع الماضي عن النهائي “لا أطيق الانتظار. أتطلع لخوض هذه المباراة الكبيرة. هذه ربما أكبر مباراة في حياتي”.
المصدر: وكالات