تود يأمل في تغيّر الأولويات بعد أزمة فيروس كورونا
أعرب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) الفرنسي جان تود الخميس عن أمله في أن “تتغيّر الأولويّات” بعد انتهاء أزمة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد.
وقال تود في مقابلة مع وكالة فرانس برس “يجب أن نستخلص العبر من الأزمة التي نمرّ بها في الوقت الحالي. غالباً ما أعترض على الأهميّة التي نوليها لأشياء مثل الأسلحة النووية، الصعود إلى القمر، السيارات ذات القيادة الآلية…”.
وأضاف “لقد تأكّدت مرة أخرى أن أكثر الأشياء المجهولة والأقل تحكماً هي الإنسان. نتحدث عن فيروس جديد ولكن هناك الكثير من الأمراض القديمة التي لا نعرف حتى الآن كيف نعالجها: السرطان، اللوكيميا، باركنسون، الزهايمر… هذا هو أحد الأسباب وراء إنشاء معهد الدماغ والنخاع الشوكي في باريس مع البروفيسور جيرار سايان. آمل أن يتم تغيير الأولويات وإعطاء مساحة أكبر للبحوث الطبية”.
وردا على سؤال حول تخوّفه من مصير موسم رياضة السيارات قال تود “لا أعرف ما إذا كان بإمكاننا قول ذلك. ماذا يعني هذا في السياق الحالي؟ سيبقى عام 2020 عاماً مظلماً لم نكن نعتقد أبداً أننا سنعيشه وآمل ألا نعيش أمراً مماثلاً بعد الآن”.
وتابع “سنتمكّن من تقييم ذلك في نهاية العام، ولكن الوقت مبكر جداً اليوم. لا يمكننا التنبؤ بموعد انطلاق البطولة مرة أخرى – آمل في أقرب وقت ممكن – ما إذا كانت ستبدأ من جديد وما سيكون عليه الجدول الزمني إذا بدأت من جديد”.
وأوضح “الموعد الجديد لانطلاق البطولة، يعني عندما يعود كلّ شيء إلى حالته الطبيعية، ستكون الأمور مختلفة. يجب أن نستغل هذه الفرصة. اليوم، نحن محجورون. إذا تأقلمنا بالمسؤوليّة ذاتها على الطرق، ستكون هناك حوادث أقل، تلوث أقل”.
تأجيل التعديلات الفنية إلى عام 2021
وأوضح تود “هناك سلسلة من الإلغاءات والتأجيلات. يتعيّن علينا إعادة النظر في البرامج. حتى لو تم استيفاء جميع الشروط لإقامة سباق في الفورمولا واحد، فهل ستكون لديك الرغبة للقيام بذلك؟ سيكون من المهم بشكل خاص استخلاص الدروس، فسباقات السيارات، بدءا من الفورمولا وان، مكلفة جدا. لقد اتخذنا بالفعل خطوات في هذا الاتجاه، لكن الوباء يجعل من الصعب تحمل هذه التكاليف. هناك خطر خسارة الفرق والمصنعين. يجب أن نكون مسؤولين ونضع حلولاً أكثر قبولاً وتقبُّلاً”.
وتابع “على سبيل المثال، في الفورمولا وان، تم إرجاء تطبيق التعديلات الجديدة والواسعة المرتقبة على أنظمة البطولة، من 2021 الى 2022، وسيتم تخفيض العتبة المالية (الحد الأقصى للنفقات التي يجب أن تلتزم بها الفرق اعتبارا من العام المقبل). سيكون أقل من 175 مليون دولار، لكن كل شيء مدرج في هذا السقف. نحن نعمل على ذلك”.
وبخصوص محرّك فيراري للعام الماضي، قال تود “كانت لدينا شكوك حول المعايير التي استخدموا من خلالها محركهم، وهو ما أكّدته لنا الفرق المنافسة”، مضيفاً “من هنا، تم إجراء تحقيق دقيق جداً، ولازالة هذه الشكوك مستقبلا، تم تعديل اللوائح: ما نعتقده هو أن ما قاموا به لم يعد ممكناً”.
وتابع تود الذي شغل منصب المدير العام للفريق الإيطالي أيام حقبة السائق الأسطوري الألماني مايكل شوماخر “فريقنا الفني أبقى على شك كان موضع خلاف من قبل فيراري ولم نتمكّن من إثبات خرقهم للقوانين بطريقة دقيقة”.
وقال “في مثل هذه الظروف، كانت لديّ إمكانيّة الطلب من محكمة الاستئناف الاهتمام بهذه القضية، حيث كانت ستستمر لفترة طويلة جداً، أو الاتفاق مع فيراري على العقوبات”.
وأوضح أن الفريق الإيطالي وافق على تسوية سرية، بناء على المادة الرابعة من اللائحة التأديبية والقضائية في فيا، مضيفاً “قلنا لا بأس بالاتفاق السري لكننا لا نريد اخفاءه. بل على العكس، سنطلب الكشف الكامل عن هذا الاتفاق”.
وكانت سبعة فرق حذرت الاتحاد بأنها قد تعمد إلى اتخاذ إجراءات قانونية، لعدم ارتياحها لما جرى، بعد الاعلان عن الاتفاق بعد لحظات من نهاية التجارب الشتوية في شباط/فبراير.
المصدر: وكالات