هل يهدّد فيروس كورونا يورو 2020؟
يقرع تفشي فيروس كورونا المستجد الذي بات وباء عالميا بحسب تعريف منظّمة الصحة العالميّة، باب كأس أوروبا 2020 لكرة القدم المقرّرة في 12 مدينة مختلفة.
ووُضع الاتحاد الأوروبي للعبة “يويفا” تحت ضغوط كبيرة بعدما أثّر انتشار هذا الوباء على المنافسات المحلية والقاريّة.
ودعا الاتحاد إلى اجتماع طارئ الثلاثاء المقبل يبحث فيه مصير مسابقاته للأندية والمنتخبات بعد اتساع تأثير فيروس “كوفيد-19” الذي راح ضحيّته حتى الآن أكثر من أربعة آلاف شخص، وبات يفرض تعديلات واسعة على جدولة الأحداث الرياضية على امتداد الكرة الأرضية.
في ما يأتي أسئلة وأجوبة بشأن المصير المتوقّع لكأس أوروبا، البطولة القارية الأهم على صعيد المنتخبات الوطنية، والتي من المقرر أن تحتفي هذا العام بالذكرى الستين لانطلاقها، من خلال إقامة مبارياتها في 12 مدينة بين 12 حزيران/يونيو و12 تموز/يوليو المقبلين:
بم يفكر “يويفا”؟
حتى الأيام القليلة الماضية، وقبل الإعلان عن اجتماع الثلاثاء، بقي يويفا على موقفه من أن البطولة ستنطلق في موعدها المقرر.
وقال رئيس الاتحاد القاري السلوفيني ألكسندر تشيفيرين الأسبوع الماضي إنه “لا يجب التفكير بالسيناريو الأسوأ”، بينما أشار أمينه العام اليوناني ثيودور ثيودوريديس الى ان الاتحاد “أعد سيناريوهات مفصّلة”…لكن سيناريو الإرجاء بدأ يتبلور في الأفق.
يقرع تفشي فيروس كورونا المستجد الذي بات وباء عالميا بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، باب كأس أوروبا 2020 لكرة القدم المقررة في 12 مدينة مختلف
ويرى رئيس نادٍ فرنسي فضّل عدم ذكر اسمه، أن الإرجاء إلى موعد غير محدّد بات “سيناريو محتملا”، معتبرا أنّ “يويفا سيضطر إلى تعليق مسابقتيه (دوري الأبطال والدوري الأوروبي). ومن أجل إفساح المجال أمام إمكانيّة إنهائهما، يتعين عليه إرجاء كأس أوروبا”.
وتابع “هذا سيناريو منطقي عندما نرى أن الفيروس بدأ يصيب اللاعبين”.
وأشار مسؤولون في قنوات تلفزيونيّة ناقلة للبطولة، إلى أن يويفا لم يتواصل معها بعد بشأن أيّ قرار، وأنها بانتظار أيّ قرارات مقبلة.
لكن مصدرا في إحدى القنوات الناقلة قال لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه، أن يويفا يعمل مثل “خليّة أزمة” وسيعمد بداية لاتخاذ قرار “بشأن دوري أبطال أوروبا الذي يعد الملف الطارئ، ومن ثم كأس أوروبا”.
ما هي القيود؟
لا تسهّل إقامة البطولة في 12 دولة مختلفة، الأمور على المعنيين.
وبحسب الرئيس السابق للجنة المنظّمة لكأس أوروبا 2016 في فرنسا جاك لامبير، “للمرة الأولى، نجد أنفسنا في وضع يحتّم على بلدان مضيفة مختلفة تطبيق تدابير الاحتواء أو فرض قيود قاسية على حركة التنقل”.
تنعكس هذه الهواجس بلبلة على خطط تنظيم البطولة بحسب لامبير الذي يعتبر أنه من ناحية الملاعب “لا يمكننا أن نعرف بشكل جازم وحاسم ما هي البلدان المضيفة التي ستتأثّر بشكل كبير”.
ويسأل بشأن مسألة بيع التذاكر “ماذا سيكون (عليه) الموقف من المشجّعين في وقت لا يعرف الاتحاد الظروف التي ستكون عليها حركة التنقل بعد ثلاثة أشهر؟ لا يمكن أن يتّخذ قرارا بشأن ذلك في اللحظة الأخيرة، إلا في حال قرّر إقامة كلّ المباريات خلف أبواب موصدة”.
كما يتمّ حاليا في العديد من المباريات المحلية والقارية، يبدو إقامة المباريات أمام مدرجات خالية من المشجّعين، أحد السيناريوهات الممكنة.
بطولة على حساب أخرى؟
يجد الاتحاد الأوروبي نفسه في مأزق إدارة جدول مباريات مزدحم أساسا، بعدما عُلّقت المنافسات في بطولات عدّة بسبب فيروس كورونا المستجد، ما يطرح احتمال استئنافها أو امتدادها حتى أيار/مايو أو حزيران/يونيو.
وتشير التقارير الصحافيّة إلى احتمال جدّي لتعليق منافسات دوري أبطال أوروبا و”يوروبا ليغ”، ما يعني أن الموسم الكروي في القارة سيمتدّ أكثر من المتوقّع، ما سيحول دون إقامة كأس أوروبا في موعدها المحدّد.
ويعتبر الخبير الرياضي فيرجيل كاييه أن يويفا “يجد نفسه أمام معضلة: هل يضع المسابقات الأوروبية الأكثر درا للأرباح مثل دوري الأبطال (في خطر)، أو يرجئ كأس أوروبا وبالتالي يفسح المجال أمام استمرار البطولات حتى نهاية حزيران/يونيو؟ إمكانيّة انقاذ المسابقتين تبدو معقدة بالنسبة إلي”.
المعضلة الأخرى التي يواجهها الاتحاد هو استكمال عقد المنتخبات المشاركة في البطولة القارية قبل موعد انطلاقها في حزيران/يونيو.
فحسم هويّة المنتخبات الأربعة المتبقية يرتبط بنتيجة الملحق المقرّر أواخر آذار/مارس. لكن إحدى المباريات أرجئت، بعدما طلب الاتحاد البوسني من يويفا تأجيل مباراته مع إيرلندا الشمالية نظرا لأن غالبيّة لاعبيه الدوليين يلعبون في دول موبوءة وسيضطرّون للخضوع للحجر الصحي.
ويسأل رئيس النادي الفرنسي “ماذا سيحصل عندما تستدعي المنتخبات لاعبيها موضوعين في الحجر الصحي مع أنديتهم؟ كلّ شيء سيصبح معقدا للغاية”.
المصدر: وكالات