جماهير ريال مدريد تنتظر انطلاقة هازار الفعليّة
لا تزال جماهير نادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم تترقّب الانطلاقة الفعلية للاعب البلجيكي إدين هازار المنضمّ إلى صفوف الفريق في صيف العام الحالي، بعدما بدأ بتقديم اللمحات المأمولة منه في وقت يبدو النادي الملكي في أمس الحاجة إليه.
وتأمل الجماهير في ألا تطول فترة الانتظار أكثر، سيما أن الفريق بات أمام استحقاقات كثيرة وأصبح بحاجة لأن يستعيد اللاعب المستوى الذي عرف به مع تشيلسي الإنكليزي أو منتخب بلاده، قبل انتقاله إلى العاصمة الإسبانية في فترة الانتقالات الصيفية لقاء نحو 100 مليون يورو.
ويستضيف ريال مدريد الأربعاء غلطة سراي التركي ضمن الجولة الرابعة من مباريات المجموعة الأولى في دوري أبطال أوروبا، وبات لزاما عليه استعادة هيبته الأوروبية وصورة البطل التي فقدها في الموسم الماضي لصالح ليفربول الإنكليزي، لاسيما أنه خلال مبارياته الثلاث في المسابقة هذا الموسم، اكتفى بفوز على الفريق التركي ذهاباً بهدف وحيد، وتعادل صعب مع بروج 2-2 بعدما كان متأخّراً حتى الدقيقة 55 بثنائيّة نظيفة، وخسارة مذلّة بثلاثيّة نظيفة أمام سان جرمان في الجولة الأولى.
شكّل انتقال البلجيكي (28 عاما) مادة دسمة لوسائل الإعلام، ليس فقط لدى إتمامه، بل أيضاً على مدى أشهر طويلة في ظل تكهّنات بأن صانع الألعاب السريع والماهر، مرصود على رادار النادي الملكي منذ فترة طويلة.
كما أن وسائل الإعلام وضعت هازار في مصاف البديل الملائم للبرتغالي كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، والذي رحل عن صفوف النادي الإسباني إلى يوفنتوس الإيطالي قبل ذلك بعام.
في تقديمه الرسمي، احتشد نحو 50 ألف من مشجّعي الـ”ميرينغي” في ملعب سانتياغو برنابيو لتحية هازار مرتديا قميص ريال للمرة الأولى.
قال حينها أمام عشرات الصحافيين الذين احتشدوا لمتابعة مؤتمره “أنا لست من الغالاكتيكوس (“النجوم”) حتى الآن، لكن أتمنّى أن أصبح واحدا منهم ذات يوم”.
كانت التوقّعات كبيرة، وهازار يتحضر لموسم واعد مع فريقه الجديد. لكنه أصيب بخيبة أمل أولى بعدما تعرّض لإصابة عضلية في الفخذ أثناء التدريب قبيل انطلاق الدوري المحلي، أبعدته لنحو شهر عن الملاعب.
نظرة ليست كغيرها
مع عودته، لم يرقَ الوافد الجديد إلى مستوى تطلعات الجماهير، إذ اكتفى بتسجيل هدف واحد فقط في تسع مباريات خاضها في مختلف المسابقات، وذلك في المرحلة الثامنة من “لا ليغا” في مرمى غرناطة (فاز ريال 4-2).
وغاب عن المباراة التي تعرّض فيها فريقه لخسارته الوحيدة هذا الموسم في الدوري المحلي أمام أوساسونا صفر-1، لانشغاله بولادة طفله الرابع.
ورغم البداية المتعثّرة، لم يحجم مدرب ريال الفرنسي زين الدين زيدان عن التعبير عن دعمه لهازار. وهو قال بشأنه في أيلول/سبتمبر الماضي “نحن نعرف نوعية اللاعب الذي لدينا، ونعرف أنه سيقدم (إضافة) للفريق”.
وأضاف “الجميع ينتظر الكثير منه ونحن نعرف ذلك، ونحن ندعمه وأنا واثق بأنه سيصبح اللاعب الذي نريده في ريال مدريد”.
في تصريحات أخرى، شدّد النجم الفرنسي السابق على أن صانع الألعاب البلجيكي قادر “على رؤية أمور لا يراها لاعبون آخرون”.
في المباريات الثلاث منذ فترة التوقف الدولية الأخيرة، قدم هازار بعضا من اللمحات المتوقعة من لاعب يعد من أبرز المواهب في كرة القدم العالمية: اختراقات، تمريرات، وانتزاع ركلة جزاء.
لكن مشجّعي ريال يعيبون على البلجيكي أنه يعرضهم لخيبات أمل، وغالباً ما يقدم على الخيار الخاطئ عندما يكون أمام فرصة متاحة.
وعلى رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها هذا الموسم المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، لم يتمكن ريال بعد من أن يعوض بشكل فاعل الفراغ التي تركه رحيل رونالدو، لاسيما وأن هازار لا يتوقع منه أن يكون ماكينة الأهداف التي مثّلها البرتغالي (لاسيما على المستوى القاري)، بل صاحب دور أكبر في تموين زملائه بالكرات لزيادة أعداد أهدافهم.
يصفه عارفوه بالشخص الهادئ والمتواضع، غير المهتم بالمظاهر البراقة المحيطة بنجوم كرة القدم الحديثة. لكن هذه الصفات قد لا تكفي بالنسبة إلى مشجّعي نادٍ عرفوا بأنهم لا يرحمون كلّ من لا يقدّم كلّ شيء.
النصيحة الأهم جاءته من زيدان الأسبوع الماضي، إذ قال: “هازار يتحسّن يوما عن يوم… لكن كلّ ما ينقصه، هو التسجيل بانتظام”.
المصدر: وكالات