نجوم البرازيل خلف القضبان.. مذنبون أم مجرّد ضحايا؟
أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث لرياضي مشهور هو اتهامه بما يشوّه سمعته إلى الأبد.. مشهد يتكرر مع العديد من نجوم كرة القدم البرازيلية – السابقين منهم و الحاليين – حيث تتصدّر فضائحهم عناوين الأخبار باستمرار.. بعضهم وجد نفسه خلف القضبان.. وبعضهم أفلت من السجن.. وآخر ينتظر حكم براءته من أمور من الصعب تخيّلها.
روبينيو.. داني ألفيس.. رونالدينيو.. أنتوني.. وغيرهم من النجوم البرازيليين الذين أدينوا بجناية وتهم مختلفة.. رغم إمتلاكهم للمال والشهرة..
روبينيو.. آخر الفضائح
آخر الفضائح الأخلاقية كانت لروبينيو، فقد قضت محكمة العدل العليا في البرازيل بسجن لاعب ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنكليزي الأسبق، لمدّة 9 سنوات، ليصبح ثاني لاعب يُسجن هذا العام بعد داني ألفيش..
القضية تعود لعام 2013 في إيطاليا، تمت إدانته عام 2017، وبعد استنفاد جميع الطعون، أصبح الحكم نهائيا عام 2022، لكن في ذلك الوقت، كان روبينيو قد عاد بالفعل للبرازيل.
سعت إيطاليا للتصديق على الحكم الصادر ضد روبينيو في البرازيل حتى يقضي فترة عقوبته ببلاده، في ظلّ عدم تسليم البرازيل مواطنيها للخارج، وهو ما تم قبوله.
وأشار محامو روبينيو، الذي لعب 100 مباراة مع المنتخب الوطني، إلى أنهم سيستأنفون ضد هذا القرار، مؤكدين أن اللاعب بريء.
برشلونة.. فيها لمع نجم الفيش وفيها أفل..
عرف داني ألفيش أحلى أيّامه الكرويّة مع فريق برشلونة، ليتحوّل إلى أحد أساطيره بعدما حصد كلّ الألقاب الممكنة، لكنه سقط وبات اسمه في سجلات السجناء..
ألفيش الذي أدين من محكمة في برشلونة بالسجن 4 سنوات ونصف السنة، اتّهم في قضية أخلاقيّة أيضا في ديسمبر 2022..
أمضى ألفيس عاما ونصف العام في السجن قبل أن يطلق سراحه بشكل مشروط..
حياة الشهرة ليست سهلة، وعنصر المال قد يكون سلاحاً مؤذياً لحامله، وذلك عندما يفشل في معرفة ترجمة شهرته ووضعها في الخانة الصحيحة ضمن حياته الاجتماعية، أو عندما يستخدم ماله في المكان الخطأ.
بعد تزويره لجواز السفر.. رونالدينيو مواطن من باراغواي
رونالدينيو، الأسطورة البرازيلية السابق، قضى أيضا فترة في السجن مع شقيقه عام 2020، بتهمة محاولة دخول باراغواي بجواز سفر مزور، ليُفرج عنهما بعد 171 يوماً مقابل دفع غرامة 200 ألف دولار..
وجاء فى جواز السفر العديد من البيانات الصحيحة لرونالدينيو، سواء الاسم أو تاريخ الميلاد، لكنه تضمّن خطأ فادحا من المزوّر الذى نسي أن النجم البرازيلى أحد أشهر نجوم كرة القدم عبر التاريخ، وأصدره كمواطن من باراغواي وهو ما دفع رجال الأمن للتأكد من عدم صحة جواز السفر دون حتى الكشف عليه.
من أفضل المهاجمين في العالم إلى عضو في عصابة مخدرات
انقلبت حياة البرازيلي أدريانو رأساً على عقب، فبعد أن كان يعتبر من أفضل المهاجمين في العالم، تحوّل اليوم إلى عضو في عصابة مخدرات.
أدريانو الذي كان راتبه يتجاوز مائة ألف يورو في الأسبوع يعيش الآن في أحد الشوارع الفقيرة في ريو دي جانيرو في البرازيل.
ليس هذا فحسب بل إن المهاجم الدولي البرازيلي السابق، الذي فاز مرتين بالدوري وبالكأس مع إنتر ميلان الإيطالي واختير في عام 2005 كأفضل هداف في العالم أصبح عضوا في عصابة شهيرة في البرازيل تحمل اسم “الكوماندوز الأحمر”، وذلك في محاولة لكسب الأموال بطريقة سهلة، في أحد أصعب فترات اللاعب السابق.
لائحة النجوم البرازيليين تطول، فيواجه نجم نادي مانشستر يونايتد أنتوني، اتهامات بالاعتداء والعنف الأسري وتهديدات بالقتل..
قائمة المتّهمين تطول، منهم سيخرج بريئاً ومنهم سيحترق بنار التهمة والعار أو أقلّه سيخسر الكثير من رصيده المصرفي والشعبي، فما سبب هذه الهفوات؟
المال والشهرة وراء معظم ابتلاءات النجوم..
البحث في أسباب هذه الأفعال يأخذنا أولاً إلى الأحياء البرازيلية التي جاء منها هؤلاء النجوم.. فمعظمهم أولاد بيئة فقيرة. ومع خروجهم من بؤر الفقر إلى عالم الثراء، باتوا يعتقدون أنهم يستطيعون الحصول على أي شيء يريدونه في الحياة !
وسط شعور اللاعب النجم أنه بإمكانه شراء أيّ شيء بماله الكثير، تحصل الكارثة التي تشوّه صورته علناً وتتركه عرضةً لنهاية مسيرته أو أقلّه للمعاناة فنياً بحيث يتراجع مستواه بفعل تأثّره النفسي بما أصابه وبالضجة السلبية التي تُثار حوله.
وأيضا.. بعض اللاعبين يقعون في المحظور عندما يقابلون أناسا تكون نواياهم هي الابتزاز والحصول على الأموال واستغلال قدرة اللاعب المالية، ما يوقعهم في مشكلات سريعة!
فهل هم مذنبون فعلاً أم هم مجرّد ضحايا يتمّ اتهامهم بهدف استغلالهم وابتزازهم؟
المصدر: موقع المنار الرياضي